للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأ، فجالت الفرس، فانصرف - وكان ابنه يحيى قريبًا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها. فلما أصبح حدّث النبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، فقال له: (اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير). قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى - وكان قريبًا منها -، فرفعت رأسي، فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجتُ حتى لا أراها. قال: (وتدري ما ذاك)؟ قال: لا. قال: (تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصْبَحَت ينظر الناس إليها، لا تتوارى (١) منهم) ... وقال (قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير) اهـ. قال ابن حجر في الفتح: (محمد بن إبراهيم هو: التيمي، وهو من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير (٢)، فروايته عنه منقطعة. لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني ... ) اهـ، يعني: إسناد ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد عن أسيد. قال ابن حجر: (قال الإسماعيلي: محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير مرسل، وعبد الله بن خباب عن أبي سعيد متصل. ثم ساقه من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن الهاد بالإسنادين جيعًا، وقال: هذه الطرق على شرط البخاري) اهـ. وحديث يزيد بن الهاد عن ابن خباب عن أبي سعيد عن أسيد - تقدم آنفًا -. ومحمد بن إبراهيم إنما سمعه من


(١) أي: لا تختفي، وتستتر. - انظر: لفظ حديث أبي سعيد، والقاموس (باب: الواو والياء، فصل: الواو) ص/ ١٧٢٩ - ١٧٣٠، والفتح (٨/ ٦٨١).
(٢) انظر: تحفة التحصيل (ص/ ٤٣٧) ورقمه/ ٨٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>