للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤ - [٨٤] عن ابن زمل الجهني (١) - رضي الله عنه - أنه قص رؤيا له على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت جميع الناس على طريق رحب، سهل، لاحب (٢)، والناس على الجادة منطلقين. فبينا هم كذلك إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي مثله، يرف رفيفا، ويقطر نداه، فيه من أنواع الكلأ، وكأني بالرعلة الأولى حتى أشفو على المرج كبروا، ثم ركبوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضِّغْث (٣)، ومضوا على ذلك، قال: ثم قدم عظم الناس، فلما أشفوا على المرج كبروا، فقالوا: خير المنزل، فكأني أنظر إليهم، يميلون يمينا، وشمالًا، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق ... فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمّا ما رأيتَ منَ الطّريقِ السّهلِ، الرّحبِ، اللَّاحبِ فذلكَ مَا حُملتمْ عليهِ منَ الهُدى، وأنتمْ عليْه. وأمّا المرجُ الّذي رأيتَ فالدُّنيَا، وعُصارةُ عيشِهَا، مضيتُ أنَا، وأصحَابي لمْ نتعلقْ بهَا شيئًا، ولمْ نُردهَا، ولمْ تُردنَا ... ) إلى أن قال: (أمّا أنتَ فمضيتَ على طريقةٍ صالحةٍ، فلمْ تزلْ عليهَا حتَّى تَلقَاني).


(١) هو: عبد الله، قاله ابن حجر في الإصابة (٢/ ٣١١)، ثم قال (٢/ ٣١٢): (ولم أره مسمى في أكثر الكتب. ويقال اسمه: الضحاك، ويقال: عبد الرحمن. والصواب الأول، والضحاك غلط).
(٢) أي: واسعًا، منقادًا، لا ينقطع. - انظر: النهاية (باب: اللام مع الحاء) ٤/ ٢٣٥.
(٣) هو: كل شيء جمعته من عيدان، أو قصب، أو غير ذلك. قاله أبو عبيد في غريب الحديث (٤/ ١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>