للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأول الحديث مرسل؛ لأن النضر بن أنس لم يدرك زمن النبي - صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم - (١)، لكن الشاهد منه يشبه أن يكون موصولًا، لقوله في الحديث: (فوضعته على ذراعي ... )، والقائل هو أنس، فإن كان كذلك ففي متنه شذوذ من وجهين، الأول: قوله (اذهب يا أنس إلى أمك، فقل لها: إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقنه شيئًا حتى ترسلي به إليّ)، والمحفوظ: أن أم سليم هي إلى أمرت أنسًا أن يأخذه إلى النبي - صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم - ليحنّكه - كما في حديث أنس بن سيرين عنه، وغيره -، وليس في شيء من ألفاظ الحديث المحفوظة أن النبي - صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم - قال هذا الذي في حديث النضر بن أنس، أو أمر به. والآخر: قوله: (اذهب به إلى أبيك، فقل: بارك الله لك ... ) الحديث، والمحفوظ قوله - صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم - لأبى طلحة - وقد أخبره بالقصة -: (اللهم بارك لهما)، وفي لفظ: (بارك الله لكما في عرسكما) (٢)، ولعل إضافة أبوة زيد لأنس باعتبار أنه كان ربيبًا له - والله أعلم -. والحديث ضعيف؛ لشذوذه، وفي المحفوظ ما يغني - والله تعالى أعلم -.

* وتقدم في فضائله: حديث أنس بن مالك - رضى الله عنه - أن النبي - صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم - قال: (اللهم بارك لهما في ليلتهما)، قاله لأبي طلحة - رضى الله عنه - لما ذكر له خبر وفاة ابنه، وصنيع أم سليم - رضي


(١) وهو تابعي ... انظر: ذكر أسماء التابعين للدارقطني (١/ ٣٧٥) ت/ ١١٥٤، وَ (٢/ ٢٦٠) ت/ ١٣٠٦، وعده ابن حجر في التقريب (ص / ١٠٠١) ت/ ٧١٨١ في الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين، انظره (ص/ ٨١).
(٢) انظر حديث أنس المتقدم، ورقمه/ ٧٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>