للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولعل الزهري لما عنعنه من هذا الوجه عنه عن أنس قد دلسه، وهو مدلس، عده الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين (١)، وتمييزها (٢): من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم. فيكون - رحمه الله - لم يذكر الواسطة بينه، وبين أنس في هذا الحديث من هذا الوجه عنه، وصرح به في أوجه أخرى عنه، وهي واسطة مجهولة، لم تسم. وهذا مثل ما حكاه الإمام مالك بن أنس (٣)، قال: كنا نجلس إلى الزهري، وإلى محمد بن المنكدر، فيقول الزهري: قال ابن عمر كذا، وكذا. فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه، فقلنا له: الذي ذكرت عن ابن عمر، من أخبرك به؟ قال: (ابنه سالم) اهـ.

والحديث رواه كذلك - أيضًا - عن معمر عن الزهري به: إبراهيم بن زياد القرشي (٤)، ذكر روايته: الدارقطنيّ في العلل (٥) وقال: (هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس) اهـ، وصوب روايتي شعيب بن أبي حمزة، وحيوة عن عقيل، كلاهما عن الزهري. ولتدليس الزهري ضعف الألباني روايته في


(١) طبقات المدلسين (ص/ ٤٥) ت/ ١٠٢.
(٢) كما في (ص/ ١٣)، من الكتاب نفسه.
(٣) كما في: التمهيد (١/ ٣٧).
(٤) وقع في المخطوط: (العبسي)، والصواب ما أثبته، وله ترجمة في تأريخ بغداد (٦/ ٧٦) ت/ ٣١١٢.
(٥) [٤/ ٢٥/ ب].

<<  <  ج: ص:  >  >>