كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المطلب الأول: من عرفن بأعيانهن .. وفيه ستة وستون قسما - القسم السادس والعشرون: ما ورد في فضائل زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - ج: 11 - ص: 255

الجوزي له في الواهيات صحيح؛ لأن مثل هذا من الاضطراب لا يتقوى بالمتابعات، أو الشواهد (١).

وتعقب السيوطي في اللآليء (٢) ابن الجوزي بأن الحاكم رواه في المستدرك (٣)، وأبو عوانة في صحيحه! وهذا التعقب محل نظر؛ لأن الحاكم رواه بسنده عن شاذان عن سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، وهذا إسناد ضعيف، سبق ذِكْر علله. ولأبي عوانة في الحديث إسنادان، أحدهما: إسناد شاذان - المتقدم -. والآخر: إسناد عمر بن أبي الرطيل عن حبيب بن خالد به، وهو إسناد ضعيف - أيضًا - سبق ذِكْر علله.

وروى سعيد بن منصور في سننه (٤) عن مروان بن معاوية عن العلاء بن المسيب عن معاوية العبسى عن زاذان أبي عمر قال: لما دفن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ابنته ... فذكر نحو الحديث، من غير تسمية ابنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه. وأورده من طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (٥)، وفي العلل المتناهية (٦)، وقال فيهما: (هذا حديث لا يصح من جميع طرقه) اهـ، وفي هذه الطريق: معاوية العبسى لم أعرفه، وأخاف

---

(١) وانظر: النخبة، وشرحها نزهة النظر (ص / ٥٤ - ٥٥)، وفتح المغيث (١/ ٢٨٠)، وتدريب الراوي (١/ ٢٦٢، ٢٦٥، ٢٦٧).
(٢) (٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥).
(٣) تقدمت الحوالة عليه.
(٤) لم أره فيما طُبع من السنن.
(٥) (٣/ ٥٤٢) ورقمه / ١٧٧٠.
(٦) (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) ورقمه / ١٥١٨.