كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المطلب الأول: من عرفن بأعيانهن .. وفيه ستة وستون قسما - القسم الخامس والثلاثون: ما ورد في فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - ج: 11 - ص: 306

منقطع - إن لم يكن معضلًا - بينه، وبين أبي سلام. قَال عبد الصمد بن عبد الوارث (١) عن أبيه عن حسين المعلم: قَال لي يحيى بن أبي كثير: (كل شئ عن أبي سلام إنما هو كتاب)، وقَال الإمام أحمد (٢) - وكان ذكره -: ( ... أما أبو سلام فلم يسمع منه).

ومما سبق يتضح أن الحديث لا يصح من هذا الوجه. والاختلاف فيه من يحيى بن أبي كثير، ولا يصلح أن يشهد له حديث ابن عباس - الآتي قريبًا -؛ لأنه عام، وهذا خاص؛ فإنه وارد لسبب، وهو لبسها لسلسلة من الذهب في عنقها، فدخل عليها - صلى اللّه عليه وسلم - والسلسلة في يدها، فقال: (يا فاطمة، أيغرُّك أن يقول الناس: ابنة رسول اللّه، وفي يدها سلسلة من نار)، فأرسلت بها، فباعتها، فلما علم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ذكر الحديث. والحديث صحح إسناده: الحاكم (٣)، والذهبي (٤) على شرط الشيخين، والمنذري في الترغيب والترهيب (٥)، وقَال العراقى (٦): (إسناده جيد)، وأورده الألباني في صحيح سنن النسائي (٧)،

---

(١) كما في تهذيب الكمال (٣١/ ٥٠٩).
(٢) كما في: المصدر المتقدم (١٠/ ٧٩).
(٣) المستدرك (٣/ ١٥٢، ١٥٣).
(٤) تلخيص المستدرك (٣/ ١٥٢).
(٥) (١/ ٥٥٧).
(٦) المغني عن حمل الأسفار (٢/ ١١١٧) رقم / ٤٠٥٩، وفي إتحاف المهرة (٩/ ٣٦٥) أنه صحح إسناده.
(٧) (٣/ ١٠٥٠ - ١٠٥١) رقم / ٤٧٤٨.