للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيما تواتر عنه: (خير الناس قرني) (١). وقوله: (المرء مع من أحب) (٢) ... وقد كانوا - رضى الله عنهم - من أصدق الأمة حبًا لرسولها - صلى الله عليه وسلم -.

ومع ورود هذا كله - وغيره كثير جدًّا في الكتاب والسنة - من النصوص القطعيّة يأتي أُناس من شر أهل الأرض، ومن أشقى الخوالف، أصحاب عقول وقلوب توالف، فيردون ما ورد في الكتاب والسنة فيهم، ويطعنون عليهم، ويتنقصون أعمالهم، والله منتقم لنفسمه، ولرسوله، ولأصحاب رسوله منهم؛ إنه يمهل ولا يهمل، قال الله - جل ثناؤه - (٣): {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.

وأخرج ابن مردويه (٤) عن ابن عمر أنه بلغه أن رجلا نال من عثمان - رضى الله عنه -، فدعاه، فأقعده بين يديه، فقرأ عليه: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ... }، الآية (٥). قال: من هولاء أنت؟ قال: لا. ثم قرأ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الآية (٦). قال: من هؤلاء أنت؟ قال: أرجوا أن


(١) انظر: ما ورد في أن خير الناس القرن الذي كان فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه.
(٢) انظر: ما ورد في فضل من آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصحبه.
(٣) الآية: (٥٧)، من سورة: الأحزاب.
(٤) كما في الدر المنثور (٨/ ١١٣ - ١١٤).
(٥) رقم: (٨)، من سورة: الحشر.
(٦) رقم: (١٠)، من السورة نفسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>