قلت له: فإن لم تكن له بينة على النفقة وله بينة أنها عنده وديعة منذ سنة فادعى أنه أنفق عليها سنته تلك؟ فقال: له ما أنفق.
قلت: فمن استودع عبدا فبعثه في حاجة فذهب ولم يرجع؟
فقال: إن كان بعثه في سفر أو أمر يعطب في مثله فهو ضامن وإن كان أمرا قريبا مثل أن يقول له: اذهب إلى باب الدار لشراء بقل أو نحوه لم يضمن.
قلت: فمن استودع إبلا فأكراها أيكون كراها لربها؟ فقال: هو مخير إن سلمت الإبل ورجعت بحالها في أن يأخذها ويأخذ كراءها وفي أن يتركها وكراءها ويضمنه قيمتها إن كان قد حبسها عن أسواقها ومنافعها.
[باب فيمن دفن وديعة ونسي الموضع، أو دفعت إليه في المسجد فذهبت قبل خروجه منه]
قال محمد: وفي العتبية قيل لأصبغ: فمن استودع وديعة فدفنها في موضع فلما طلبت منه قال: دفنتها ولا أدري أين الموضع؟ قال: هو ضامن، لأنه مضيع بخلاف من قال: دفنتها