وبالكافرين الكاذبين فيما أظهروه من الإيمان، وهم المنافقون، فالمراد بالذين صدقوا المؤمنون»، [التحرير والتنوير:(١٠/ ٢١٠ - ٢١١)].
(٢) لم يجعل الله سبحانه السبيل على الفقراء الذي لا يجدون إلا جهدهم، وإنما ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٩٣﴾ [التوبة: ٩٣].
لذلك لا تحتقر عملك، هؤلاء أصحاب رسول الله لم يجدوا شيئًا يجاهدوا به، فطلبوا الجهاد بكل سبيل، فلمَّا لم يجدوا تولوا وأعينهم تفيض من الدمع!
لكنَّ الله سبحانه عظَّم تلك الأدمع، وغفر لهم بها.
ربَّ دمعة أنجتك من الملامة، فكيف بمقاطعتهم؟!
حتى يأتي أمر الله، ونتمكن منهم، رزقنا الله شهادة في سبيله، ونصرًا لرسوله ودينه.
قال ابن كثير:«وهذه الآية - وإن كانت نزلت في أناس معينين - إلا أنها عامة في كل المذنبين الخاطئين المخلصين المتلوثين»، [تفسير ابن كثير:(٤/ ٢٠٦)].
(٤) جاء في وصف الخليل سيدنا وجد نبينا إبراهيم ﵇ أنَّه (أواه)، وفي خلاصة معنى الكلمة أنَّه (الدعَّاء) = كثير الدعاء.
لكن هذه الكلمة تأبى إلا أن يقف الإنسان متأملًا فيها، يقلب نظر قلبه وعينيه باحثًا عن ذلك المعنى الكامن في هذه الكلمة التي ترى فيها إبراهيم ملتجئًا إلى الله، فارًّا إليه، متجردًا من حوله وقوته، عائذًا بربه، لائذًا بحماه.