للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويضمُّ إلى ذلك الاستغفار؛ فإنَّه من استغفر الله ثم تاب إليه متَّعه متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى.

وليتخذ وردًا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف، فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.

وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره، فإنَّها عمود الدين.

ولتكن هجيراه: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، فإنَّه بها يحمل الأثقال، ويكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال.

ولا يسأم من الدعاء والطلب، فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي.

وليعلم أنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ الفرج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا، ولم ينل أحد شيئًا من جسيم الخير - نبي فمن دونه - إلا بالصبر، والحمد لله رب العالمين (١).

«واعلم أنَّ من أكثر من ذكر شيء وإن كان تكلفًا أحبه، فكذلك أول الذكر متكلف إلى أن يثمر الأنس بالمذكور والحب له، ثم يمتنع الصبر عنه آخرًا فيصير الموجب موجبًا والثمر مثمرًا.

وهذا معنى قول بعضهم: (كابدتُّ القرآن عشرين سنة، ثم تنعمتُ به عشرين سنة).


(١) مجموع الفتاوى: (١٠/ ١٣٧).

<<  <   >  >>