للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقيام بالكتاب سبيل للتعاهد، وفي رواية مسلم: «وإذا قامَ صاحبُ القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه» (١).

وصاحبُ القرآن: أي الذي ألفه، والمؤالفة المصاحبة وهو كقوله: أصحاب الجنة (٢).

والقرآن كتاب عزيز له أسرار لا تظهر إلا بطول المصاحبة، فكلما ازدادت صحبة المرء مع القرآن = ازداد معرفة بأسراره، وآياته وبيناته.

وإنما ذكر الإبل وخصها = لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورًا، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة (٣).

والقرآن أشد تفصيًا من صدور الرجال من النَّعَم (٤)، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «بئسما لأحدهم يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي. استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم بعقلها» (٥).

وسبب الذم ما فيه من الإشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تعاهده بتلاوته والقيام به في الصلاة لدام حفظه وتذكره.

فإذا قال الإنسان نسيت الآية الفلانية فكأنَّه شهد على نفسه بالتفريط فيكون متعلق الذم ترك الاستذكار والتعاهد لأنه الذي يورث النسيان (٦).


(١) رواه مسلم: (٧٨٩).
(٢) انظر، فتح الباري لابن حجر: (٨/ ٦٩٦).
(٣) فتح الباري، ابن حجر: (٩/ ٧٩).
(٤) رواه البخاري: (٥٠٣٢)، ومسلم: (٧٩٠).
(٥) رواه البخاري: (٥٠٣٩)، ومسلم: (٧٩٠).
(٦) انظر: فتح الباري، ابن حجر: (٩/ ٨١).

<<  <   >  >>