للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالليل، وأعرِفُ منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار» (١)، وأَخصُّ تلك الأوقات، وقت اجتماع القلب في سكون الليل.

ومما يعين على التثوير استعمال الأدب مع الكتاب، إنَّ القرآن كتاب عزيز كريم مجيد، فلا بد من الإقبال بتأدب على هذا الكتاب (٢).

ومما يعين على التثوير الاهتمام بالتحزيب (٣)، وتكرار ختم القرآن، مع الاهتمام بالعمل به، فإن ذلك يثمر خيرًا كثيرًا.

ولا بأس أن يجعل الإنسان لنفسه ختمة للتدبر، وقد استمرت عند بعض السلف مدة أربعين سنة!

والطرق في الوصول لتلقي القرآن، وتدبره، وما يعين عليه، وموانع ذلك = كثيرة جدًّا، فليكتف السالك بكتاب أو كتابين، ثم ليعالج هو بنفسه هذا النعيم في الحياة مع هذا الكتاب.

إنَّ من أعظم ما تعانيه قطاعات من المنتسبين للعلم ضعف الاستدلال القرآني في خطاباتهم، بل قد يكون الاستدلال بكلام الغرب والشرق أقرب إليهم من الاستدلال بكلام الله تعالى.

لا شك أنَّ «من المعلوم أنَّه في تفاصيل آيات القرآن من العلم والإيمان ما يتفاضل الناس فيه تفاضلًا لا ينضبط لنا .. [وأن] القرآن الذي يقرأه الناس بالليل


(١) رواه البخاري: (٤٢٣٢)، ومسلم: (٢٤٩٩).
(٢) آداب قارئ القرآن وحامله مبثوثة في مصنفات، من أمثلها: آداب حملة القرآن للآجري، والتبيان لأبي زكريا النووي.
(٣) سبق الحديث عنه في مقال: (تعاهدوا القرآن).

<<  <   >  >>