للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيبقى القلب محبًّا للرشاد مبغضًا للغي، بعد أن كان مريدًا للغي مبغضًا للرشاد» (١).

وإنَّ أحق ما توهب له الأعمار كتاب الله!

«وفي مَثَلٍ بليغ حق بليغ: أن نملة انطلقت في طريقها، عاقدةً عزيمتَها على حج بيت الله من أقصى الأرض! فقيل لها: (كيف تدركين الحج وإنما أنت نملة؟ إنَّك ستموتين قطعًا قبل الوصول!) قالت: (إذن أموت على تلك الطريق!).

وإن القرآن لهو بحق مشروع العمر، وبرنامج العبد في سيره إلى الله حتى يلقى الله، وما كان تنجيم القرآن (٢)، وتصريف آياته على مدى ثلاث وعشرين سنةً؛ إلا خدمةً لهذا المقصد الرباني الحكيم!

إنَّ نور القرآن لا يمتد شعاعه إلى الآخرين؛ إلا باشتعال قلب حامل كلماته، وتوهجه بحقائقه الإيمانية الملتهبة!

فيا شباب الأمة وأشبالها، هذا كتاب الله ينادي، وهذه الأمة تستغيث!

فمن ذا يبادر لحمل الرسالة؟ من ذا يكون في طليعة السفراء الربانيين، الحاملين لرسالات هذا الدين، إلى جموع التائهين والمحتارين هنا وهناك؟

من يفتح صدره لنور القرآن، فيقدح به أشواقَ العلم بالله والمعرفة به؟ عساه ينال شرفَ الخدمة في صفوف الإغاثة القرآنية، والإنقاذ لملايين الغرقى في مستنقعات الشهوات والشبهات؟

من يمد إلى رسول الله يدًا غير مرتعشة؛ فيبايعه على أخذ الكتاب بقوة؟ ويقبض على جمر هذا الإرث الدعوي العظيم: رسالات القرآن؟


(١) مجموع الفتاوى، لابن تيمية: (١٠/ ٩٥)، بتصرف.
(٢) أي: نزوله مفرقًا، فقد كان القرآن ينزل طيلة بعثة النبي .

<<  <   >  >>