للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك سائر الآثار تقتضي أنهم كانت عليهم السكينة، في هذه المواطن، مع امتلاء القلوب بذكر الله، وإجلاله وإكرامه، كما أن حالهم في الصلاة كذلك.

وكان رفع الصوت في هذه المواطن الثلاثة من عادة أهل الكتاب والأعاجم، ثم قد ابتلى بها كثير من هذه الأمة» (١).

بل: ألم يأتك خبر مجالس النور؟!، ففي الحديث: « … وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكِينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده … » (٢).

«كلمات ما أحوجنا إليها!

أجزيةٌ غالية وهِبات سنية، لوَاحدة تكفى لأن يصرف الإنسان جهده كله من أجل تحصيلها.

السكينة = نحن في عالم القلق قلوبنا مرتعبة نخاف من المستقبل، نخاف من أنفسنا، نخاف من غيرنا، نخاف من أعدائنا ..

حتى يكاد الإنسان أن يقول قد أحيط بنا، نحتاج إلى سكينة تدرأ هذا القلق، والله مالكها وهذا شرطها = الاجتماع عليه بشرطه.

التتلمذ على آياته وبيناته، فتح الباب إليه، الأخذ من ينابيع ومتفجرِ الحكمة والبصائر القرآنية.

ما أحوجنا إلى رحمة تحفنا (وهذه موعودة) = تدفع ألوان الشقوة التي امتدت أسبابها للكل.


(١) اقتضاء الصراط المستقيم: (٣٥٨).
(٢) رواه مسلم: (٢٦٩٩).

<<  <   >  >>