* وقولهُ: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: ٢٨] وهذهِ تجمعُ الأمرينِ: الدينيةَ والدنيويةَ؛ أي: ليذكرُوا اسمَ اللهِ عندَ ذبحِ الهدايا؛ شكرًا للهِ على ما رزقهم منها ويسَّرَها لهم.
* فإذا ذبحتمُوها ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ أي: شديدَ الفقرِ. والآيةُ الأخرى: ﴿الْقَانِعَ﴾ [الحج: ٣٦] وهوَ الفقيرُ الذي لا يَسألُ الناسَ، ﴿وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦] الفقيرَ السائلَ.
وفي هذا: الأمرُ بالأكلِ والإهداءِ والصدقةِ؛ فإنَّ الأمرَ يشملُ أكلَ أهلِها منها، وإهداءَهم للأغنياءِ.
* ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ [الحج: ٢٩] أي: يستكملُوا بقيةَ أنساكِهم، ويزيلُوا عنهم محظوراتِ الإحرامِ، وما ترتبَ عليها من الشَّعَثِ ونحوهِ.
* ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ التي أوجبوها على أنفسِهم من الحجِّ والعمرةِ والهدايا؛ فنفسُ عقدِ العبدِ للإحرامِ إيجابٌ منهُ على نفسهِ.
* ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ أي: القديمِ، أقدمِ المساجدِ على الإطلاقِ، المُعْتَقِ من تسلطِ الجبابرةِ عليهِ.
وتخصيصُ الطوافِ بهِ دونَ غيرهِ من المناسكِ لفضلهِ وشرفهِ، ولكونهِ المقصودَ، وما قبلَهُ وما بعدَهُ وسائلُ وتوابعُ، ولأنهُ يُتعبَّدُ بهِ للهِ معَ الأنساكِ ووحدَهُ، وأمَّا بقيةُ الأنساكِ فلا تكونُ عبادةً إلا إذا كانتْ تابعةً لنسكٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute