للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يرتابُ متدبِّرٌ لكتابِ اللهِ في أهميةِ التفسيرِ الموضوعيِّ للقرآنِ الكريمِ: كوْنه يقدِّمُ للقارئ نظرةً شاملةً للموضوعِ الواحدِ على مستوى القرآنِ، ومن خلالِهِ ينطلقُ المفسِّرُ إلى معالجةِ الواقعِ، وبه تتجلَّى المعاني الكليةُ للقرآنِ الكريمِ، وتبرزُ من خلالِهِ محاسنُ الدِّينِ ومقاصدُهُ.

وقد ذكَرَ المؤلِّفُ سببَ تأليفِهِ للكتابِ؛ فقال: «فقد كنتُ كتبتُ كتابًا في تفسيرِ القرآنِ مبسوطًا مطولًا، يمنعُ القرَّاءَ من الاستمرارِ بقراءتِهِ، ويفترُ العزمُ عن نشْرِهِ، فأشارَ عليَّ بعضُ العارفينَ الناصحينَ أن أكتبَ كتابًا غيرَ مطولٍ، يحتوي على خلاصةِ ذلك التفسيرِ، ونقتصرُ فيه على الكلامِ على بعضِ الآياتِ التي نختارُها وننتقيها من جميعِ مواضيعِ علومِ القرآنِ ومقاصدِهِ، فاستعنتُ اللهَ على العملِ على هذا الرأي الميمونِ» (١).

وكذلك أبان عن منهجيةِ الكتابِ وترتيبهِ وأبرزِ مسائلِهِ؛ فقال: «وطريقةُ هذا التصنيفِ: أولًا: مقدمةٌ في الأوصافِ العامةِ التي وصفَ اللهُ بها القرآنَ، ثم ذِكرُ آياتٍ من التوحيدِ والإيمانِ والكلامُ عليها، ثم آياتٍ في الرسالةِ والمعادِ وبقيةِ العقائدِ والكلامُ عليها، ثم آياتٍ جوامعَ في الأخلاقِ الدينيةِ العموميةِ، ثم ذِكرُ آياتِ الأحكامِ، ثم ذِكرُ قصصِ الأنبياءِ المذكورةِ في القرآنِ وما يستفادُ منها، ثم ذِكرُ فوائدَ منثورةٍ وبها أختتمُ الكتابَ» (٢).

ولعلَّ الناظرَ في هذا الكتابِ يُدرك لأولِ وهْلةٍ مدى عنايةِ الشيخ -بقصصِ الأنبياءِ؛ حيث أفردَ لها ما يقربُ من نصفِ الكتابِ، علاوةً على ما تضمَّنه


(١) انظر: ص (١) من هذا الكتاب.
(٢) الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة (ص: ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>