للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وفي بعضِ المواضعِ (١) مثل: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٣٩] أي: لا يحتاجُ في عِلمِ ذلكَ وجزائهِ عليهِ إلى سؤالهِ سؤالَ استعلامٍ؛ لأنها مسطرةٌ عليهم، قدْ حُفظتْ بالشهودِ من الملائكةِ والجوارحِ والأرضِ وغيرِها.

* فائدةٌ: النفيُ المحضُ لا يكونُ كمالًا؛ ولهذا في مقاماتِ المدحِ كلُّ نفيٍ في القرآنِ فإنهُ يفيدُ فائدتينِ:

- نفيَ ذلكَ النقصِ المصرَّحِ بهِ.

- وإثباتَ ضدهِ ونقيضهِ.

فيدخلُ في هذا: أشياءُ كثيرةٌ، أعظمُها أنهُ أثنَى على نفسهِ بنفيِ أمورٍ كثيرةٍ تُنافِي كمالَهُ:

• نَفَى الشريكَ في مواضعَ متعددةٍ، فيقتضِي توحدَهُ بالكمالِ المطلقِ، وأنهُ لا شريكَ لهُ في ربوبيتهِ وإلهيتهِ وأسمائهِ وصفاتهِ.

• وسبَّحَ نفسَهُ في مواضعَ، وأخبرَ في مواضعَ عن تسبيحِ المخلوقاتِ، والتسبيحُ: تنزيهُ اللهِ عن كلِّ نقصٍ، وعن أنْ يماثلَهُ أحدٌ، وذلكَ يدلُّ على كمالهِ.

• ونَفَى عن نفسهِ الصاحبةَ والولدَ، ومكافأةَ أحدٍ ومماثلتَهُ، وذلكَ يدلُّ على كمالهِ المطلقِ، وتفردهِ بالوحدانيةِ، والغِنى المطلقِ، والمُلكِ المطلقِ.

• ونَفَى عن نفسهِ السِّنَةَ والنومَ والموتَ؛ لكمالِ حياتهِ وقيوميتهِ.

• ونَفَى كذلكَ الظلمَ في مواضعَ كثيرةٍ، وذلكَ يدلُّ على كمالِ عدلهِ وسعةِ فضلهِ.


(١) بعدها في (خ): ينفي السؤال.

<<  <  ج: ص:  >  >>