للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصول في ذكر ما قص الله علينا في كتابه من أخبار الأنبياء مع أقوامهم]

قدْ قصَّ اللهُ علينا في كتابهِ قصصًا طيبةً من أخبارِ أنبيائهِ، ووصفَها بأنها أحسنُ القصصِ؛ وهذا الوصفُ من اللهِ العظيمِ يدلُّ على أنها أصدقُها وأبلغُها وأنفعُها للعبادِ.

* فمِن أهمِّ منافعِ هذهِ القصصِ:

* أنَّ بها يتمُّ ويكملُ الإيمانُ بالأنبياءِ صلى اللهُ عليهم وسلمَ، فإننا وإنْ كنا مؤمنينَ بجميعِ الأنبياءِ على وجهِ العمومِ والإجمالِ، فالإيمانُ التفصيليُّ المستفادُ من قصصِهم، وما وصفَهم اللهُ بهِ من الصدقِ الكاملِ والأوصافِ الكاملةِ التي هيَ أعلى الأوصافِ، وما لهم من الفضلِ والفواضلِ والإحسانِ على جميعِ نوعِ الإنسانِ، بلْ وصلَ إحسانُهم إلى جميعِ الحيواناتِ بما (١) أبدوهُ للمكلفينَ في الاعتناءِ بها والقيامِ بحقِّها؛ فهذا الإيمانُ التفصيليُّ بالأنبياءِ يصلُ بهِ العبدُ إلى الإيمانِ الكاملِ، وهوَ من موادِّ زيادةِ الإيمانِ.

* فمن ذلكَ: أنَّ في قصصِهم تقريرَ الإيمانِ باللهِ وتوحيدهِ، وإخلاصَ العملِ لهُ، والإيمانَ باليومِ الآخرِ، وبيانَ حسنِ التوحيدِ ووجوبهِ، وقبحِ الشركِ، وأنهُ سببُ الهلاكِ في الدنيا والآخرةِ.

* وفي قصصِهم أيضًا: عبرةٌ للمؤمنينَ يقتدونَ بهم في جميعِ مقاماتِ الدينِ:

• في مقامِ التوحيدِ والقيامِ بالعبوديةِ.


(١) في (خ): وبما.

<<  <  ج: ص:  >  >>