للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وفي مقاماتِ الدعوةِ والصبرِ والثباتِ عندَ جميعِ النوائبِ المقلقةِ، ومقابلةِ ذلكَ بالطمأنينةِ والسكونِ والثباتِ التامِّ.

• وفي مقامِ الصدقِ والإخلاصِ للهِ في جميعِ الحركاتِ والسكناتِ، واحتسابِ الأجرِ والثوابِ من اللهِ تعالى، لا يطلبونَ من الخلقِ أجرًا ولا جزاءً ولا شكورًا، إلا الأمورَ النافعةَ للخلقِ.

* وفيها أيضًا: عبرةٌ لاتفاقِهم على دينٍ واحدٍ، وأصولٍ واحدةٍ، ودعوةٍ إلى كلِّ خلقٍ جميلٍ، وعملٍ صالحٍ وإصلاحٍ، وزجرِهم عن كلِّ ما يضادُّ ذلكَ.

* وفيها أيضًا من الفوائدِ الفقهيةِ والأحكامِ الشرعيةِ والأسرارِ الحكميةِ شيءٌ عظيمٌ لا غنَى لكلِّ طالبِ علمٍ عنها.

* وفيها أيضًا من الوعظِ والتذكيرِ، والترغيبِ والترهيبِ، والفرجِ بعدَ الشدةِ، وتيسيرِ الأمورِ بعدَ تعسرِها، وحسنِ العواقبِ المشاهدةِ في هذهِ الدارِ، وحسنِ الثناءِ والمحبةِ في قلوبِ الخلقِ - ما فيه زادٌ للمتقينَ، وسرورٌ للعابدينَ، وسلوةٌ للمحزونينَ، ومواعظُ للمؤمنينَ؛ فليسَ المقصودُ من قصصِهم أنْ تكونَ فقطْ سمرًا، وإنما الغرضُ الأعظمُ منها أنْ تكونَ تذكيرًا وعِبرًا.

* واعلَمْ قبلَ الشروعِ فيها أنَّ كثيرًا من قصصِهم -صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم- أعادَها اللهُ في كتابهِ مراتٍ عديدةً، بأساليبَ مناسبةٍ لمقاماتِها، وربما يكونُ في موضعٍ منها ما ليسَ في المواضعِ الأخرِ من الزياداتِ والفوائدِ، أو يأتي بها بألفاظٍ غيرِ ألفاظِ القصةِ الأخرى، والمعاني متفقةٌ أو متقاربةٌ.

فعلى حسب أنَّ هذا التعليقَ مختصرٌ سوفَ آتي بهذهِ القصصِ، وأجمعُ القصةَ في موضعٍ واحدٍ، وأحرِصُ على ما دلَّتْ عليهِ ألفاظُ الكتابِ من سياقِها من أولِها إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>