للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علوم التوحيد والعقائد والأصول]

١ - ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)[الفاتحة: ١ - ٧].

* أي: أبتدِئُ بكلِّ اسمٍ للهِ تعالى؛ لأنَّ لفظَ (اسم) مفردٌ مضافٌ، فيعمُّ جميعَ أسماءِ اللهِ الحسنى، فيكونُ العبدُ مستعينًا بربهِ، وبكلِّ اسم من أسمائهِ على ما يناسبُهُ من المطالبِ، وأجلِّ (١) ما يستعانُ بهِ على عبادةِ اللهِ؛ وأجلُّ ذلكَ الاستعانةُ على قراءةِ كلامِ اللهِ، وتفهمِ معانيهِ، والاهتداءِ بهديهِ.

* ﴿اللَّهِ﴾: هوَ المألوهُ المستحِقُّ لإفرادهِ بالمحبةِ والخوفِ والرجاءِ وأنواعِ العبادةِ كلِّها؛ لما اتصفَ بهِ من صفاتِ الكمالِ وهيَ التي تدعُو الخلقَ إلى عبادتِهِ (٢) والتألُّهِ لهُ.

* ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: اسمانِ دالانِ على أنهُ تعالى ذو الرحمةِ الواسعةِ العظيمةِ التي وسعَتْ كلَّ شيءٍ، وعمَّتْ كلَّ مخلوقٍ.

وكتبَ الرحمةَ الكاملةَ للمتقينَ المتبعينَ لأنبيائهِ ورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ المتصلةُ بالسعادةِ الأبديةِ، ومَن عداهم محرومٌ من هذهِ الرحمةِ الكاملةِ؛ لأنهُ الذي دفعَ هذهِ الرحمةَ وأباها بتكذيبهِ للخبرِ وتوليهِ عن الأمرِ؛ فلا يلومَنَّ إلا نفسَهُ.


(١) أي: فيكون العبد مستعينًا بربه وبأجلِّ ما يستعان به على عبادة الله.
(٢) في (خ): عبوديته.

<<  <  ج: ص:  >  >>