للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* فائدةٌ: الظنُّ ورَدَ في القرآنِ على وجهَينِ: وجهٍ محمودٍ، ووجهٍ مذمومٍ:

• أما المحمودُ: ففي كلِّ مقامِ مدحٍ وجزاءٍ بالخيرِ والثوابِ فإنهُ بمعنى: العلمِ واليقينِ، مثلَ قولهِ تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٤٦] أي: يتيقنونَ ذلك، ومثلَ قولهِ: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٠].

• وأما المذمومُ: ففي أغلبِ الآياتِ الواردةِ في الظنِّ، مثلَ: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ [الأنعام: ١١٦]، و ﴿إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [يونس: ٣٦]، ﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [البقرة: ٧٨]، وهوَ كثيرٌ، فهذا وما أشبهَهُ فيمن قدَّمَ الظنونَ الكاذبةَ على الأخبارِ الصادقةِ؛ لأنَّ الظنَّ في الأصلِ يحتملُ الصدقَ والكذبَ، ولكنهُ إذا ناقضَ الصدقَ قطعْنَا بكذبهِ.

* فائدةٌ: قولهُ تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: ٢٧٦]، وقولهُ: ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ﴾ [الروم: ٣٩]، تدلُّ الآيتانِ على أنَّ الزيادةَ من المحرماتِ، وخصوصًا المكاسبَ المحرمةَ، نقصٌ في البركةِ، وقدْ ينسحتُ المالُ بذاتهِ عاجلًا أو آجلًا؛ وعلى أنَّ مَنْ أخرجَ شيئًا للهِ أو فعَلَ شيئًا للهِ فإنَّ اللهَ يزيدهُ وينزلُ لهُ البركةَ؛ فإن المالَ وإنْ نقَصَ حسًّا بما يخرجُ منهُ للهِ؛ فإنهُ يزدادُ معنًى ووصفًا، وقدْ يُفتَحُ للعبدِ بسببِ ذلكَ أبوابٌ من الرزقِ، أو يُدفَعُ عن العبدِ من أسبابِ النقصِ ما كانَ بصددِ أنْ يصيبَهُ.

* فائدةٌ: الفرحُ وردَ في القرآنِ محمودًا مأمورًا بهِ في مثلِ قولهِ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: ٥٨]، فهذا فرحٌ بالعلمِ والعملِ بالقرآنِ والإسلامِ، وكذلك قولهُ: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: ١٧٠] فهذا فرحٌ بثوابِ اللهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>