للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وورَدَ كثيرًا بمعنى: الجرائمِ التي دونِ الشركِ، كما سبقَ في الظالمِ لنفسهِ، ومثلَ: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠]

• وورَدَ أيضًا عدةُ آياتٍ يدخلُ فيها هذا وهذا.

ومثلُ هذا: الفسقُ والمعصيةُ والذنبُ والسيئةُ والجرمُ والخطيئةُ ونحوها، فإنها وردَتْ في القرآنِ لكلِّ واحدٍ من هذهِ الثلاثةِ، فتفسَّرُ في كلِّ مقامٍ بما يناسبُ ذلكَ المقامَ.

* فائدةٌ: قولهُ تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)[الليل: ٥ - ٧] جمعَتِ السعادةَ، وجميعَ الأسبابِ التي تُنالُ بها السعادةُ، وهيَ ثلاثةُ أشياءَ:

• فعلُ المأمورِ.

• واجتنابُ المحظورِ.

• وتصديقُ خبرِ اللهِ ورسولهِ.

فهذهِ الثلاثةُ يدخلُ فيها الدينُ كلُّهُ؛ وذلكَ أنَّ قولَهُ: ﴿أَعْطَى﴾ أي: جميعَ ما أُمِرَ بهِ من قولٍ وعملٍ ونيةٍ، ﴿وَاتَّقَى﴾ جميعَ ما نُهِيَ عنهُ من كفرٍ وفسوقٍ وعصيانٍ، ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ بما أخبرَ اللهُ بهِ ورسولهُ من الجزاءِ، فصدَّقَ بالتوحيدِ وحقوقهِ وجزاءِ أهلهِ. فمَن جمَعَ ثلاثةَ الأمورِ يسرَهُ اللهُ لليسرَى، أي: لكلِّ حالةٍ فيها تيسيرُ أمورهِ وأحوالهِ كلِّها.

ومقابلُ هذا: قولهُ: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ [الليل: ٨] أي: تركَ ما أُمِرَ بهِ، ليسَ خاصًّا بالنفقةِ، بلْ معنى البخلِ: المنعُ، فإذا منعَ الواجباتِ المتوجهةَ إليهِ، القوليةَ أو الفعليةَ أو الماليةَ؛ فقدْ بَخِلَ، ﴿وَاسْتَغْنَى﴾ أي: رأَى نفسَهُ غيرَ مفتقرٍ إلى ربهِ، وذلكَ عنوانُ الكبرِ والتجرؤِ على محارمِ اللهِ، ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ [الليل: ٩] أي: ب (لا إلهَ إلا اللهُ) وحقوقِها،

<<  <  ج: ص:  >  >>