• وهيَ الاعترافُ والتذكرُ لنعمةِ اللهِ، والتحدثُ بها.
• والثناءُ على اللهِ بها.
• والخضوعُ للهِ والاستعانةُ بها على عبادتهِ؛ لأنَّ المقصودَ من قولهِ: ﴿وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: ١٤] الاعترافُ بالجزاءِ، والاستعدادُ لهُ، وأنَّ المقصودَ من هذهِ النعمِ أنْ تكونَ عونًا للعبدِ على ما خُلِقَ لهُ من طاعةِ اللهِ.
وفي قولهِ: ﴿ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ﴾ [الزخرف: ١٣] تقييدُها في هذهِ الحالةِ وقتَ تبوُّءِ النعمةِ؛ لأنَّ كثيرًا من الخلقِ تسكِرُهم النعمُ، وتُغفلُهم عن اللهِ، وتُوجبُ لهم الأشرَ والبطرَ، فهذهِ الحالةُ التي أمرَ اللهُ بها هيَ دواءُ هذا الداءِ المهلكِ، فإنهُ متى ذكرَ العبدُ أنهُ مغمورٌ بنعمِ اللهِ، وأنَّ أصولَها، وتيسيرَها وتيسيرَ أسبابِها، وبقاءَها، ودفعَ ما يضادُّها أو ينقصُها؛ كلُّهُ من فضلِ اللهِ وإحسانهِ، ليسَ من العبدِ
شيءٌ - خضعَ للهِ وذلَّ، وشكرَهُ وأثنَى عليهِ، وبهذا تدومُ النعمةُ ويباركُ اللهُ فيها، وتكون نعمةً حقيقيةً.
فأمَّا إذا قابلَها بالأشرِ والبطرِ، ونَسِيَ المنعمَ، وربما تكبرَ بها على عبادِ اللهِ، فهذهِ نقمةٌ في صورةِ نعمةٍ، وهيَ استدراجٌ من اللهِ للعبدِ، سريعةُ الزوالِ، وشيكةٌ بالعقابِ عليها والنكالِ، نسألُ اللهُ أنْ يوزعَنا شكرَ نعمهِ.