شروطِها وأركانِها، وكذلكَ هوَ أمرٌ بمعرفتِها، ومعرفةِ ما لا تتمُّ إلا بهِ، وهذا من أعظمِ الأدلةِ على وجوبِ طلبِ العلمِ؛ فإنَّ المأموراتِ يتوقفُ تكميلُها على معرفتِها.
وكذلكَ إذا نهانا اللهُ عن شيءٍ كان نهيًا عن كلِّ وسيلةٍ تُوصِلُ إليهِ.
والأمرُ بالجهادِ أمرٌ بهِ، وبكلِّ ما يتوقفُ عليهِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، والأمرُ بتبليغِ الشريعةِ أمرٌ بكلِّ ما يحصلُ بهِ التبليغُ ويتمُّ ويكملُ ويشملُ، ويدخلُ في هذا إيصالُ الأحكامِ الشرعيةِ وتبليغُها للناسِ بجميعِ المقرِّباتِ الحادثةِ.
* فائدةٌ: قدْ أخبرَ اللهُ في عدةِ آياتٍ بهدايتهِ الكفارَ على اختلافِ مللِهم ونحلِهم، وتوبتهِ على كلِّ مجرمٍ، وأخبرَ في آياتٍ أخرَ أنهُ: ﴿لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨]، ﴿لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: ١٠٨]، فما الجمعُ بينَها؟