للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الإخلاصُ للهِ وحدَهُ: بأنَّ يقصدَ العبدُ وجهَ اللهِ ورضاهُ وثوابَهُ في أعمالهِ الظاهرةِ والباطنةِ. وضدُّهُ: العملُ للرياءِ والسمعةِ، ولأجلِ عرضِ الدنيا، وميزانُ هذا قولهُ تعالى عن خيارِ الخلقِ: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾ [المائدة: ٢]، وقولهُ : «إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوَى، فمَن كانتْ هجرتهُ إلى اللهِ ورسولهِ فهجرتهُ إلى اللهِ ورسولهِ، ومَن كانتْ هجرتهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينكحُها فهجرتهُ إلى ما هاجَرَ إليهِ» (١)، وجميعُ الأعمالِ على هذا النمطِ.

وقدْ يُرادُ بالهجرةِ هنا: الهجرةُ العامةُ التي قالَ فيها النبيُّ : «والمهاجرُ مَنْ هجَرَ ما نهَى اللهُ ورسولهُ عنهُ» (٢).

* الخوفُ والخشيةُ والخضوعُ والإخباتُ والوجلُ: معانيها متقاربةٌ:

• فالخوفُ يمنعُ العبدَ عن محارمِ اللهِ.

• وتشاركهُ الخشيةُ في ذلكَ، وتزيدُ أنَّ خوفَهُ مقرونٌ بمعرفةِ اللهِ.

• وأما الخضوعُ والإخباتُ والوجلُ فإنها تنشأُ عن الخوفِ والخشيةِ للهِ، فيخضعُ العبدُ للهِ ويخبتُ إلى ربهِ منيبًا إليهِ بقلبهِ ويحدثُ لهُ الوجلُ.

• وأما الخشوعُ فهوَ حضورُ القلبِ وقتَ تلبسهِ بطاعةِ اللهِ، وسكونُ ظاهرهِ وباطنهِ، فهذا خشوعٌ خاصٌّ، وأما الخشوعُ الدائمُ الذي هوَ وصفُ خواصِّ المؤمنينَ فينشأُ من كمالِ معرفةِ العبدِ بربهِ ومراقبتهِ، فيستولي ذلكَ على القلبِ كما تستولي المحبةُ.


(١) البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧).
(٢) البخاري (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>