للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في الأيمان ونحوها]

١ - قالَ اللهُ تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٨٩)[المائدة: ٨٧ - ٨٩].

* يقولُ البارِي: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ اعملُوا بمقتضَى أيمانِكم في تحليلِ ما أحلَّ اللهُ، وتحريمِ ما حرَّمَ اللهُ، فلا تحرِّمُوا ما أحلَّ اللهُ لكم من المطاعمِ والمشاربِ وغيرِها؛ فإنها نعمٌ تفضَّلَ اللهُ بها عليكم، فاقبلُوها واشكرُوا اللهَ عليها؛ إذْ أحلَّها شرعًا ويسَّرَها قدرًا، ولا تردُّوا نعمةَ اللهِ بكفرِها، أو عدمِ قبولِها، أو اعتقادِ تحريمِها، أو الحلفِ على عدمِ تناولِها؛ فإن ذلكَ كلَّهُ من الاعتداءِ؛ ولهذا قالَ: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ بلْ يبغضُهم ويمقتُهم على ذلكَ.

* ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: ٨٨] أي: كلُوا مِنْ رزقهِ الذي ساقَهُ إليكم، ويسَّرَهُ لكم بأسبابهِ المتنوعةِ، إذا كان حلالًا، لا سرقةً ولا غصبًا، ولا حصلَ في معاملةٍ خبيثةٍ، وكان أيضًا طيبًا نافعًا لا خبثَ فيه.

* ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ في امتثالِ أوامرهِ، واجتنابِ نواهيهِ، ﴿الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ فإنَّ الإيمانَ لا يتمُّ إلا بذلكَ، وهوَ يدعو إلى ذلكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>