فيُقالُ: هذا من الجهلِ والعُجمةِ بمكانٍ سحيقٍ عن الحقائقِ؛ وذلكَ أنَّ اللهَ لم يقلْ: وجدَها تغربُ عن جميعِ الأرضِ أو تطلعُ على جميعِ الأرضِ؛ حتى يكونَ لهذا الجاهلِ اعتراضٌ، بلْ أخبرَ عن غروبِها وطلوعِها عن ذلكَ الموضعِ وذلكَ القطرِ، كما يفهمُ الناسُ كلُّهم سابقًا ولاحقًا، ولا فرقَ بينَ الإخباراتِ والأحكامِ بوجهٍ، ومن المعلومِ أنَّ لكلِّ أهلِ قطرٍ مطلعًا ومغربًا.
فهذهِ الخطاباتُ في الأحكامِ والإخباراتِ في غايةِ الإحكامِ التي لا يتطرقُ إليها اعتراضاتُ المعترضِ، ومَن اعترضَ على شيءٍ من ذلكَ عرفَ الناسُ أنَّ ذلكَ من آثارِ جهلهِ وحمقهِ، وهذا واضحٌ لا يحتاجُ إلى كلِّ هذا، يفهمهُ الذكيُّ والبليدُ، وهذا (١) مقتضى كونِ القرآنِ عربيًّا، أنزلهُ اللهُ بما يعقلهُ العبادُ.