للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضدُّ ذلكَ ما رتبَ اللهُ على الإيمانِ والعملِ الصالحِ من خيرِ الدنيا والآخرةِ؛ فإنَّ الإيمانَ ضدُّ التكذيبِ، والتوليَ ضدُّ الاستقامةِ والعملِ الصالحِ.

* وكذلك قولهُ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]، ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود: ١٢٣]، تجمعُ جميعَ ما يُرادُ من العبدِ، فالعبادةُ حقُّ اللهِ على العبدِ، والإعانةُ من ربهِ إسعافهُ بما استعانَ عليهِ من عبوديةِ ربهِ وغيرِها من منافعهِ، فالعبدُ في عبادةٍ للهِ واستعانةٍ بهِ.

* وكذلك قولهُ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧] فجمَعَ للمؤمنِ العاملِ للصالحاتِ بينَ طيبِ الحياةِ في الدنيا والآخرةِ.

ونظيرُه: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ [النحل: ٣٠]، ﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ [النحل: ٤١]، ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ [البقرة: ٢٠١].

* وكذلك قولهُ: ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ في مواضعَ، نفَى جميعَ المكروهِ الماضي بنفيِ الحزنِ، والمستقبلِ بنفيِ الخوفِ.

* وكذلك قولهُ تعالى: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] فالروحُ: اسمٌ جامعٌ لنعيمِ القلبِ، والريحانُ: اسمٌ جامعٌ لنعيمِ الأبدانِ؛ وجنةُ نعيمٍ: تجمعُ الأمرينِ.

* وكذلك قولهُ: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي﴾ [طه: ١٢٤] أي: القرآنِ الذي أنزلَهُ، ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ جمَعَ له بينَ عذابِ الدنيا، وعذابِ البرزخِ وعذابِ دارِ القرارِ.

* وكذلك قولهُ: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥)[غافر: ٣٥] أي: متكبرٍ على الحقِّ، جبارٍ على الخلقِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>