للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخواصُّ أهلِ هذا الوصفِ هم الصديقونَ الذينَ ليسَ بعدَ درجةِ النبوةِ أعلى منهم، قالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد: ١٩]، والمرادُ: الإيمانُ الكاملُ، كما قالَ النبيُّ لما ذكَرَ لأصحابهِ الغرفَ العاليةَ التي يتراءاها أهلُ الجنةِ من علوِها وارتفاعِها ونورِها كالكوكبِ الدريِّ في الأفقِ الشرقيِّ أو الغربيِّ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، تلكَ منازلُ الأنبياءِ، لا يبلغُها غيُرهم؟ فقالَ: «بلى، والذي نفسي بيدهِ، رجالٌ آمنوا باللهِ وصدَّقُوا المرسلينَ» (١). وهؤلاءِ هم الهداةُ المهديُّونَ كما قالَ تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ٢٤].

فالصديقيَّةُ شجرةٌ:

• أصلُها: العلومُ الصحيحةُ والعقائدُ السلفيةُ المأخوذةُ من كتابِ اللهِ وسنةِ رسولهِ.

• وقوامُها وروحُها: الإخلاصُ الكاملُ للهِ، والإنابةُ إليهِ والرجوعُ إليهِ في جميعِ الأحوالِ؛ رغبةً ورهبةً ومحبةً وتعظيمًا وخضوعًا وذلًّا للهِ.

• وثمراتُها: الأخلاقُ الحميدةُ، والأقوالُ السديدةُ، والأعمالُ الصالحةُ، والإحسانُ في عبادةِ الخالقِ، والإحسانُ إلى المخلوقينَ بجميعِ وجوهِ الإحسانِ، وجهادُ جميعِ أصنافِ المنحرفينَ.

فهيَ في الحقيقةِ القيامُ بالدينِ ظاهرًا وباطنًا وحالًا ودعوةً إلى اللهِ، واللهُ هوَ الموفقُ وهوَ المعينُ لكلِّ مَنْ استعانَ بهِ صدقًا.


(١) البخاري: (٣٢٥٦)، ومسلم: (٢٨٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>