* ولما كان لابدَّ للعبدِ من أذيةِ الجاهلينَ لهُ بالقولِ أو بالفعلِ أمرَ اللهُ بالإعراضِ عنهم، وعدمِ مقابلةِ الجاهلينَ بجهلِهم، فمَن آذاكَ بقولهِ أو فعلهِ فلا تؤذهِ، ومَن حرمَكَ فلا تحرِمْهُ، ومَن قطعَكَ فصِلْهُ، ومَن ظلمَكَ فاعدِلْ فيه؛ فبذلكَ يحصلُ لكَ من الثوابِ من اللهِ، ومن راحةِ القلبِ وسكونهِ، ومن السلامةِ من الجاهلينَ، ومن انقلابِ العدوِّ صديقًا، ومن التبوءِ من مكارمِ الأخلاقِ أعلاها- أكبرُ حظٍّ وأوفرُ نصيبٍ، قالَ تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا (١) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)﴾ [فصلت: ٣٤ - ٣٥].
ولنقتصِرْ في هذا الموضوعِ على هذهِ الآياتِ؛ ففيها الهدَى والشفاءُ والخيرُ كلُّهُ.
(١) بعدها في (خ): أي: يوفق لها. وكذا فسرها العلامة السعدي في «تيسير الكريم الرحمن «(ص: ١٦٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute