يُتْبَع، أم أمْرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال الرجل: بل أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: لقد صنعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (١).
وقد ذكر الإمام الشاطبي في "الاعتصام": (أن الزبير بن بكار قال: سمعت مالكًا بن أنس -وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة حيث أحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد. فقال: لا تَفْعَل. قال: فإني أريد أنْ أُحْرِمَ من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة. فقال: وأيُّ فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها، قال الإمام مالك: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إني سمعت الله يقول:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}).
قال ابن زيد:{قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} صنيعكم هذا أيضًا {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} يقول: ويوم يَرْجِعُ إلى الله الذين يخالفون عن أمره {فَيُنَبِّئُهُمْ} يقول: فيخبرهم حينئذ {بِمَا عَمِلُوا} في الدنيا، ثم يجازيهم على ما أسلفوا فيها، من خلافهم على ربهم
(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٨٣٠). أبواب الحج. باب ما جاء في التمتع. وانظر صحيح سنن الترمذي (٦٥٨) وقال الألباني: صحيح الإسناد.