للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها، فإذا النبات يهتز فيها ويترعرع، وإذا بالثمار والزروع تخرج فيها من جميع الألوان، إنَّ مَنْ أحياها على كل شيء قدير.

٤٠ - ٤٥. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥)}.

في هذه الآيات: تهديد اللَّه تعالى المعاندين في آياته، وثناؤه تعالى على كتابه المعجز في بيانه، وتسلية لرسوله عما يلقاه من أذى وتكذيب قومه.

فعن ابن عباس: ({إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا} قال: الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه). وقال قتادة: (هو الكفر والعناد). أو قال: (يكذبون في آياتنا). وقال مجاهد: (المكاء وما ذكر معه). وقال السدي: (يشاقون: يعاندون).

والخلاصة كما قال النسفي: (يميلون عن الحق في أدلتنا بالطعن، يقال: ألحد الحافِرُ ولَحَدَ إذا مال عن الاستقامة فحفر في شق، فاستعير لحال الأرض إذا كانت ملحودة، فاستعير للانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة).

وقوله: {لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا}. تهديد ووعيد. قال القاسمي: (أي لإحاطة علمه بهم، وكونه بالمرصاد لهم، فيسجزيهم).

وقوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

أي: هل يستوي من يقذف في نار جهنم يوم القيامة ومن يأتي آمنًا من دخولها.

وقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}. قال القرطبي: (أمر تهديد، أي بعدما علمتم أنهما

<<  <  ج: ص:  >  >>