للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استَظَلَّ تَحْتَ شجرة، ثمَّ راحَ وتركها] (١).

وقوله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

قال ابن جرير: (ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق الذي لا يصلح التدبير إلا به. لم نخلق الخلق عبثًا بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا، ثم نفنيهم من غير الامتحان بالطاعة والأمر والنهي، وغير مجازاة المطيع على طاعته، والعاصي على المعصية. . . ولكن أكثر هؤلاء المشركين باللَّه لا يعلمون أنَّ اللَّه خلق ذلك لهم، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط اللَّه عقوبة، ولا يرجون على خير إن فعلوه ثوابًا لتكذيبهم بالمعاد).

وقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ}. قال قتادة: (يوم يُفصَلُ فيه بين الناس بأعمالهم). فيوم الفصل {مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ}. أي: يوم يجمع اللَّه الأولين والآخرين ثم يفصل بينهم: فريق في الجنة وفريق في السعير.

وقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.

{يَوْمَ} بدل من {يَوْمَ} الأول. والموْلى: هو الوليّ، وهو الناصر والمعين.

قال قتادة: (انقطعت الأسباب يومئذ بابن آدم، وصار الناس إلى أعمالهم، فمن أصاب يومئذ خيرًا سعد به آخر ما عليه، ومن أصاب يومئذ شرًا شقي به آخر ما عليه).

وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

قال النسفي: (أي: لا يمنع من العذاب إلا من رحمه اللَّه {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} الغالب على أعدائه {الرَّحِيمُ} لأوليائه).

٤٣ - ٥٠. قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠)}.

في هذه الآياتِ: نَعْتُ طعام المشركين في نار الجحيم، إنه من شجرة الزقوم طعام


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في السنن -حديث رقم- (٤١٠٩)، والترمذي - أبواب الزهد. انظر صحيح سنن الترمذي -حديث رقم- (١٩٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>