للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨ - ٤٢. قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢)}.

في هذه الآيات: تقريرُ اللَّه تعالى حكمته في الخلق للجدّ والعبادة لا للهزل واللعب، وتأكيدُه الفصل لجميع الخلائق في يوم الفصل حيث لا يغني حميم ولا قريب، ولا ينجو يومئذ إلَّا من رحم اللَّه وجاء بقلب منيب.

فقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}. قال مقاتل: (غافلين). وقال الكلبي: (لاهين). والآية إخبارٌ عن كمال عدله وحكمته سبحانه في غاية الخلق، وعن تنزيهه نفسه عن اللهو والعبث والباطل.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: ٢٧].

٢ - وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: ١١٥ - ١١٦].

وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: [قال اللَّه عز وجل: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد اللَّه عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] (١).

وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن عبد اللَّه قال: [نام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول اللَّه! لو اتخذنا لك وِطاءً، فقال: ما لي


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨/ ١٧)، وأخرجه أحمد (٥/ ١٦٠) - في أثناء حديث طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>