للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشفاه مأسجم" (١).

ويعيب على أبي تمام قوله:

يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعاً من راحتيك دري ما الصاب والعسل

معلقاً عليه بقوله: طفحذف عمدة الكلام، وأخل بالنظم، وإنما أراد يدي لما شاء رهن (إن كان) فحذف (إن كان) من الكلام فأفسد الترتيب، وأحال الكلام عن وجهه (٢).

وذلك معناه: أن أبا تمام - لعدم جريه على قوانين النحو بحذفه عمدة الكلام - قد أخل بالنظم، ولو جرى على قوانين النحو، فلم يحذف عمدة الكلام لكان النظم سليماً.

ويعلق على من أخذ قول أبي العطاء:

حلت وزيته، فعم مصابها فالناس فيه كلهم مأجور

فقال: ولقد أصاب غليلها من لم يصب وتصيرت فقداً لهن لم يفقد

بقوله: "وبين الكلامين في صحة النظم، وعذوبة المنطق ما تراه" (٣).

ومعنى ذلك - أيضاً - أن البيتين - وأن كان معناهما واحداً - إلا أنهما قد اتفقا في صحة النظم، وكان لهما من عذوبة المنطق قدر كبير، وليس


(١) الوساطة صـ ٩٨.
(٢) الوساطة صـ ٩٧.
(٣) الوساطة صـ ١٩١، ١٩٢.