[مقدمة]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للثقلين، سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإننا متعبدون بالسنة المطهرة المنقولة عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا وتقريرًا كما أننا متعبدون بالقرآن؛ وذلك لأنها وحي أوحاه الله إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتنزل بها جبريل كما تنزل بالقرآن، إلا أن الفرق بينهما أن القرآن الكريم معجزة باقية حتى تقوم الساعة، محفوظ من التغيير والتبديل، متواتر اللفظ في جميع كلماته وحروفه، ونزل بوحي جلي، بخلاف السنة، فإن معناها من الله وأحيانًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولفظها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد تكون بوحي وبغير وحي.
والقرآن الكريم متعبد بتلاوته، ويتعين قراءته في الصلاة، وتحرم روايته بالمعنى، بخلاف السنة.
وللسنة خصائص أخرى شاركت فيها القرآن، وخصائص انفردت بها عن سائر العلوم.
ولأهمية هذا الموضوع فقد أفردته بالبحث هنا تحت مسمى: "خصائص السنة المطهرة".
وقسمته كالتالي:
أولًا: الخصائص المشتركة بين السنة والقرآن، وفيه سبعة مباحث:
المبحث الأول: كون السنة وحيًا من الله تعالى.
المبحث الثاني: تسمية السنة بـ"الكتاب".
المبحث الثالث: نقل السنة بالإسناد المتصل.
المبحث الرابع: وجوب العمل بالسنة.
المبحث الخامس: كون منكر السنة كافرًا.
المبحث السادس: حفظ السنة في الجملة.
المبحث السابع: خطر التهاون بالسنة.
ثانيًا: خصائص السنة التي انفردت بها، وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: انفراد السنة بالتشريع.
المبحث الثاني: انفراد السنة ببيان القرآن الكريم.
المبحث الثالث: قواعد وشروط قبول السنة.
المبحث الرابع: تسمية السنة بـ"الحكمة".