للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهة الأولى

أحاديث بول النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا منافية لعصمته

الحديث الأول الذي رده صاحب الرسالة: حديث: بول النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا.

يقول صاحب الرسالة:

«من هذه الروايات التي تتنافى مع آدابه السامية -يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه العالية: ما جاء عن حذيفة قال: (أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه (١) وسلم سُبَاطَةَ (٢) قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ (٣) فَتَوَضَّأَ) (٤)».

أدلة صاحب الرسالة على رد وإنكار الحديث:

استدل بأدلة عقلية ونقلية:

١ - الأدلة العقلية التي استدل بها على رد وإنكار الحديث:

أ- قال: «هذا الحديث مردود لا يقبله العقل السليم، وهو مخالف للآداب السامية الرفيعة والأخلاق النبيلة المليحة، فالحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مشرِّع لأمته في جميع أعماله وأفعاله، ونحن مأمورون بالاقتداء به، وحاشاه صلى الله عليه وآله وسلم أن يصدر منه هذا الفعل المستهجن عمله عند العرف العام؛ لأنه عليه وآله الصلاة والسلام مُنزه عن كل ما يتنافى مع المروءة والأخلاق، كيف لا والملك الخلَّاق قال في حقه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم:٤]».

ب- قال: «فلا شك أن الله - سبحانه وتعالى - يطالبنا بتنزيهه وتقديسه، وعدم قبول المطاعن فيه، ولذلك نحن وكل المسلمين مطالبون بطرح كل ما يتعارض مع عصمته أو ما يمسّ شخصه الكريم من قريب أو بعيد».

٢ - الأدلة النقلية التي استدل بها على رد وإنكار الحديث:

قال: «وقد جاء حشدٌ هائل من الأحاديث ناسفًا لهذه الرواية، مبينًا طرق الهداية، صادعًا بالقول الفصل والنهاية»، وذكر ستة أحاديث، سأذكرها عند الرد عليها.


(١) أضاف صاحب الرسالة هنا لفظة: وآله.
(٢) ذكر صاحب الرسالة حاشية على كلمة "سباطة"، ونص كلامه: «السُباطة -بمهملة مضمومة بعدها موحدة- هي: المزبلة والكناسة تُطرح بأفنية البيوت. القاموس المحيط للفيروزآبادي (١/ ٩٠٣). بتصرف».
(٣) سقطت هذه اللفظة من الحديث في كلام صاحب الرسالة.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب البول قائمًا وقاعدًا (١/ ٥٤ - ٥٥)، رقم (٢٢٤). وهو في صحيح مسلم برواية أخرى، ستأتي عند ذكر روايات الحديث في الصحيحين.

<<  <   >  >>