للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيان جهل صاحب

«رسالة تنزيه سيد الأنبياء عن أقوال الأغبياء» في رسالته

لم يكن يخطر ببالي أن يتصدى شخص للردِّ على قضية ما وهو يجهلها تمامًا إلَّا حينما قرأتُ الرسالة المشار إليها، فقد وجدت أن مؤلفها لا صلة له بالحديث لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هو جاهل بهذا العلم رواية ودراية، فهو لا يعرف معنى الشاذ ولا المتواتر عند العلماء، ولقد أزرى بنفسه وكشف عن جهله في رسالته هذه، وكان الأجدر به وقد أخذ على نفسه مسئولية الردّ على الأغبياء الأشقياء من الفقهاء والعلماء -كما يقول- أن يزاحمهم بركبتيه ويتعلَّم معهم أصول هذا العلم؛ حتى يكون ردُّه علميًا وجوابه سويًّا.

غير أن هذا في ظني لم يحدث، ويدلُّ عليه:

١ - أنه يطلق على الحديث الصحيح بشرطه عند العلماء: شاذًّا ومكذوبًا! فكيف يتأتَّى ذلك وهو لم يصحّ عندهم أصلًا إلَّا بعد أن ثبتت عدالة رواته وضبطهم واتصال سنده وانتفى عنه الشذوذ والعلة القادحة؟!

٢ - أنه يردُّ الحديث الصحيح بالعقل والهوى؛ لكونه -حسب قوله- "مخالفًا للآداب السامية الرفيعة والأخلاق النبيلة المليحة"!

٣ - طامَّة الطامَّات: أنه يطلق على حديث الآحاد عند العلماء: متواترًا!

فأين نجد في كتب أهل العلم بهذا الشأن: أن الشاذ والمكذوب هو الذي لا يقبله العقل؟

وأين نجد في كتبهم: أن ما رواه شخص واحد يكون متواترًا؟

ألستم معي أن هذا جهل مركب باصطلاحات العلماء؟ أو لنقلْ: إنه التعصُّب الأعمى الذي جرَّه إلى ذلك.

وقد وقفتُ على كلامه هذا وغيره مما لم أنقله عند إيراده لجملة من أحاديث الصحيحين في رسالته التي عنون لها بقوله: "أحاديث شاذة ومردودة ومختلقة". فهل هذا الذي ذكره عن هذه الأحاديث صحيح؟

تعالوا بنا نتأمل وننظر:

<<  <   >  >>