للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - قال الفخر الرازي في تفسيره: «والأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل كاذب باطل» (١).

٤ - قال النووي: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئًا منه كفر، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (٢).

ويؤيد أن ابن مسعود - رضي الله عنه - لم يكن ينكر قرآنية المعوذتين: أن قراءة أهل الكوفة المتواترة هي من طريقه - رضي الله عنه -، وفيها إثبات قرآنيتهما.

وقال بعض العلماء المعاصرين: "لم يكتب ابن مسعود - رضي الله عنه - المعوذتين في مصحفه اكتفاءً بشهرتهما، لا إنكارًا لقرآنيتهما".

رابعًا: ثبت كذلك أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يقرأ قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)} [الليل:٣] بحذف: {وَمَا خَلَقَ}، ويقرؤها - رضي الله عنه -: "والذكر والأنثى". وكذلك كان يقرؤها أصحابه، وأيضًا كان يقرؤها هكذا الصحابي الجليل أبو الدرداء - رضي الله عنه - (٣).

وهي قراءة شاذة بلا خلاف. وقد كانت قراءةً تتلى ثم نسخت، ولم يبلغ النسخ هؤلاء. قال ابن حجر: «ولعل هذا مما نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذُكِر معه.

والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة ثم لم يقرأ بها أحد منهم!

وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا!

فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت» (٤).

خامسًا: وكذلك القول في قراءة ابن عباس - رضي الله عنه -: "وعلى الذين يُطَوّقونه". هي شاذة، والأغلب أنها تفسيرية.

والله أعلم.


(١) تفسير الرزاي (١/ ١٩٠).
(٢) المجموع شرح المهذب للنووي (٣/ ٣٩٦).
(٣) تقدمت الأحاديث في ذلك في أول هذه الشبهة.
(٤) فتح الباري لابن حجر (٨/ ٧٠٧).

<<  <   >  >>