للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - القذف بالحجارة. وقد وقع مثل هذا لقوم لوط - عليه السلام - وأصحاب النيل، وسيقع أيضًا في هذه الأمة في آخر الزمان. فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَمَسْخٌ. قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ) (١).

٥ - الحمل بالريح. فعن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: (غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ القُرَى إِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ: اخْرُصُوا. وَخَرَصَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، فَقَالَ لَهَا: أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا. فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ قَالَ: أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ. فَعَقَلْنَاهَا، وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّئٍ) (٢).

وفي رواية ابن إسحاق قال: (وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ مَرَّ بِالْحِجْرِ نَزَلَهَا وَاسْتَقَى النَّاسُ مِنْ بِئْرِهَا، فَلَمَّا رَاحُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا (٣)،


(١) المعجم الكبير الطبراني (٦/ ١٥٠)، رقم (٥٨١٠). وقال الألباني: «صحيح». صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني (١/ ٦٨٣)، رقم (٣٦٦٥).
وفي سنن الترمذي: عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: إِذَا ظَهَرَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ وَشُرِبَتِ الخُمُورُ). سنن الترمذي، أبواب الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف (٤/ ٤٩٥)، رقم (٢٢١٢). وقال الترمذي: «حديث غريب». وقال الألباني: «صحيح». صحيح سنن الترمذي للألباني (٢/ ٤٧٩)، رقم (٢٢١٢).
(٢) صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب خرص التمر (٢/ ١٢٥)، رقم (١٤٨١)، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤/ ١٧٨٥)، رقم (١٣٩٢).
(٣) أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه - رضي الله عنهم - بعدم شرب شيء من مياه آبار الْحِجْرِ في -أَرْضِ ثَمُودَ- جاء في:
١ - حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا نَزَلَ الحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَلَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا. فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ العَجِينَ وَيُهَرِيقُوا ذَلِكَ المَاءَ). صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف:٧٣] (٤/ ١٤٨)، رقم (٣٣٧٨).
٢ - حديث محمد بن إسحاق في مرور النبي - صلى الله عليه وسلم - بالْحِجْرِ في -أَرْضِ ثَمُودَ-، وفيه: (فَلَمَّا رَاحُوا مِنْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلنَّاسِ: لَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا). دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني، ذكر ما كان في غزوة تبوك (ص:٥٢٤)، رقم (٤٥٣)، ودلائل النبوة للبيهقي، أبواب غزوة تبوك، باب خرص النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيره وإخباره عن الريح التي تهب تلك الليلة ودعائه للذي خنق وما ظهر في كل واحد منها من آثار النبوة (٥/ ٢٤٠). وقال في "مرويات الإمام الزهري في المغازي" عن رواية البيهقي: «وهي ضعيفة؛ لعنعنة ابن إسحاق». مرويات الإمام الزهري في المغازي لمحمد بن محمد العواجي (٢/ ٨٢٨).

<<  <   >  >>