للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "شرح المواهب اللدنية": قال الحافظ: إنه مشهور، وعده بعضهم من المتواتر؛ لأنه ورد عن أربعة وعشرين صحابيًا، وسردهم (١). اهـ.

وفي "شرح التقريب" للسيوطي -كما تقدم عنه-: إنه وارد عن نحو ثلاثين منهم (٢)» (٣).

قال أبو سليمان الخطابي عن معنى الحديث: «قوله: (نَضَّرَ اللَّهُ) معناه: الدعاء له بالنضارة، وهي: النعمة والبهجة. يقال بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودهما التخفيف» (٤).

قال البغوي: «وقيل: ليس هذا من حسن الوجه، إنما معناه: حسن الجاه والقدر في الخلق» (٥).

قلت: وفي الحديث دلالة على: فضل حفظ السنة واستظهارها، والاشتغال بها واستنباط معانيها وفقهها، ونشرها وتبليغها.

وفيه كذلك: الإشارة إلى تكرار الحديث للحفظ، والمحافظة على لفظ الحديث في الرواية؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ). وألا يعمد إلى اختصاره أو روايته بالمعنى دون حاجة إلى ذلك.

وفيه أيضًا: فضل التفقه، وأن من الرواة من يفتح له في فهم الحديث واستخراج أسراره وفقهه ومنهم من ينغلق عليه فهمه فلا يصل إلى شيء من معانيه البتة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.


(١) شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (٧/ ٣١١).
(٢) تدريب الراوي للسيوطي (٢/ ٦٣٠).
(٣) نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني (ص:٣٤).
(٤) معالم السنن للخطابي (٤/ ١٨٧).
(٥) شرح السنة للبغوي (١/ ٢٣٦).

<<  <   >  >>