الله؟! ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ((سبق الكتاب أجله، اخطبها إلى نفسها)) رواه ابن ماجه (٢٠٢٦) والبيهقي (٧/٤٢١) ؛ وانظر:((إرواء الغليل)) (٧/١٩٧) .
قال ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (٣/٢٢٩) بعد أنَّ ذكر آيات في صفة (الكيد) و (المكر) : ((قيل: إنَّ تسمية ذلك مكراً وكيداً واستهزاءً وخداعاً من باب الاستعارة ومجاز المقابلة؛ نحو:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ، ونحو قوله:{فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} ، وقيل -وهو أصوب-: بل تسميته بذلك حقيقة على بابه؛ فإنَّ المكر إيصال الشيء إلى الغير بطريق خفي، وكذلك الكيد والمخادعة ... )) اهـ.
قلت: قوله عن القول الثاني: ((وهو أصوب)) : قد يوهم أنَّ الأول صواب، والحق أنَّ القول الأول باطل مخالف لطريقة السلف في الصفات، وانظر كلامه رحمه الله في ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/٣٣-٣٤) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن بار في ((الفتح)) (٣/٣٠٠) معقباً على الحافظ ابن حجر لَمَّا تأوَّل صفةً من صفات الله: ((هذا خطأ لا يليق من الشارح، والصواب إثبات وصف الله بذلك حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه كسائر الصفات، وهو سبحانه يجازي العامل بمثل عمله، فمن مكر؛ مكر الله به، ومن خادع؛ خادعه، وهكذا من أوعى؛ أوعى الله عليه، وهذا قول أهل السنة والجماعة؛ فالزمه؛ تفز بالنجاة والسلامة، والله