فيسجد له كل مؤمن)) . رواه: البخاري (٧٤٣٩) واللفظ له، ومسلم (١٨٣) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((نقض أساس التقديس)) (ورقة ٢٦١) : ((الوجه السادس: أنه من أين في ظاهر القرآن [أنَّ] لله ساقاً وليس معه إلا قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ، والصحابة قد تنازعوا في تفسير الآية؛ هل المراد به الكشف عن الشِّدَّة، أو المراد به أنه يكشف الرب عن ساقه؟ ولم تتنازع الصحابة والتابعون فيما يذكر من آياتِ الصفات إلا في هذه الآية؛ بخلاف قوله:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} ... ونحو ذلك؛ فإنه لم يتنازع فيها الصحابة والتابعون، وذلك أنه ليس في ظاهر القرآن أنَّ ذلك صفة لله تعالى؛ لأنه قال:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ، ولم يقل: عن ساق الله، ولا قال: يكشف الرب عن ساقه، وإنما ذكر ساقاً نكرة غير معرفة ولا مضافة، وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في ((الصحيحين)) ، الذي قال فيه ((فيكشف الرب عن ساقه)) ، وقد يقال: إنَّ ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه.
وأيضاً فحمل ذلك على الشِّدَّة لا يصح، لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال: كشف الله