مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ} ؛ قلت: ما أرى ربَّك إلا يسارع في هواك)) . رواه: البخاري (٤٧٨٨) ، ومسلم (١٤٦٤) .
٢- حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:((إن الله قال: إذا تلقَّاني عبدي بشبر؛ تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع؛ تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع؛ جئته أتيته بأسرع)) . رواه مسلم (٢٦٧٥-٣) .
قال ابن جرير في تفسير الآية [٢٠٢] من سورة البقرة: ((وإنما وصف جَلَّ ثناؤه نفسه بسرعة الحساب لأنه جَلَّ ذكره يحصي ما يحصى من أعمال عباده بغير عقد أصابع، ولا فكرٍ، ولا روية، فِعْلَ العجزةِ الضَّعَفة من الخلق، ولكنه لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يعزُب عنه مثقالُ ذرة فيهما،
ثم هو مجازٍ عباده على كلِّ ذلك، فلذلك جَلَّ ذكره أُمْتُدِحَ بسرعة الحساب))
وقال أيضاً:((القولُ في تأويل قوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَاب} ِ ... ٠إن الله ذو سرعة في
محاسبة عباده يومئذٍ على أعمالهم التي عملوها في الدنيا))
وقال الشوكاني في ((فتح القدير)) في تفسير آية البقرة السابقة: ((والمعنى أن حسابه لعباده في يوم القيامة سريعٌ مجيئه فبادروا ذلك بأعمال الخير، أو أنه وصف نفسه بسرعة الحساب الخلائق على كثرة عددهم، وأنه لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ فيحاسبهم في حالة واحدة))