قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (١/٩٤)((الكيد من الله خلافه من الناس، كما أنَّ المَكْر منه خلافه من الناس)) اهـ.
وهذا إثباتٌ منه لصفة الكيد والمَكْر على حقيقتهما.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (٧/١١١) رادَّاً على من زعم أنَّ في القرآن مجازاً: ((وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن؛ كلفظ: (المَكْر) و (الاستهزاء) ، و (السخرية) ؛ المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة؛ كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله؛ كانت عدلاً؛ كما قال تعالى:{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} ، فكاد له كما كادت إخوته لما قال له أبوه:{لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً} ، وقال تعالى:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} )) . اهـ.
وقال في ((التدمرية)) (ص ٢٦) : ((وهكذا وصف نفسه بالمَكْر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ} ، وقال:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} ، وليس المَكْر كالمَكْر ولا الكيد كالكيد)) .
وانظر كلام ابن القيم في ((مدارج السالكين)) (٣/٤١٥) ، و ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/٣٢-٣٤) .
وقال الشيخ محمد خليل هرَّاس في ((شرح الواسطية)) (ص ١٢٣) عند قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ ... } ، وقوله:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} ، قال رحمه الله: ((تضمنت هذه الآيات إثبات صفتي المَكْر والكيد،