دل عليه هذا الحديث العظيم، ومنهم من فسر الأذَن ها هنا بالأمر، والأوَّل أولى؛ لقوله:((ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن)) ؛ أي: يجهر به، والأذَن: الاستماع؛ لدلالة السياق عليه ... ولهذا جاء في حديث رواه ابن ماجه بسند جيد عن فضالة بن عبيد؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذَناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنةِ إلى قينتِه)) اهـ.
قلت: حديث فضالة رُوي بإسنادين ضعيفين:
الأوَّل: منقطع، من رواية إسماعيل بن عبيد الله عن فضالة بن عبيد،
رواه أحمد في ((المسند)) (٦/١٩) ، والحاكم في ((المستدرك)) (١/٥٧١)
، وقال:((على شرط البخاري)) ، قال الذهبي:((قلت: بل هو منقطع)) .
والإسناد الثاني: موصول، رواه ابن ماجه (١٣٤٠) من طريق إسماعيل بن عبيد الله عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة به، وعلته ميسرة، قال عنه الذهبي في الميزان:((ما حدَّث عنه سوى إسماعيل بن عبيد الله)) ، وقال في ((الكاشف)) : ((نكرة)) ، وقال ابن حجر في ((التقريب)) : ((مقبول)) .
قال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (١٥/١٦) : ((وفي الحديث: ((ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنى بالقرآن)) ، قال أبو عبيد: يعني: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن. يقال: أذِنْتُ للشيء آذنُ له: إذا استمعت له ... )) .