للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم (١) " قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. وهى كلمة نادرة جاءت على غير القياس. وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: " كذب عليكم الحج " أي وجب. قال الاخفش: فالحج مرفوع بكذب ومعناه نصب، لانه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر (٢) : كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ * إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذْهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر (٣) : ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا


(١) قبله " كذب عليكم الحج كذب عليكم العمرة كذب عليكم الجهاد ".
(٢) هو عنترة، يقول لزوجته عبلة: عليك بأكل العتيق وهو التمر اليابس، وشرب الماء البارد، ولا تتعرضى لغبوق اللبن، وهو شربه عشيا، لانى خصصت به مهرى الذى يسلمني وإياك. اه‍ مرتضى. ثم قال وعلى هذا فسروا حديث: " كذب النسابون " أي وجب الرجوع إلى قولهم.
(٣) هو زهير.

<<  <  ج: ص:  >  >>