للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دون ذلك، بوفاة الإمام الشافعي سنة (٢٠٤ هـ) - رحمه الله تعالى-. وكانت رحلاته هذه نتيجة وَلَعِهِ بالعلم، والطَّلَب، ولهذا رَوَى

عنه ابنه صالح، قال:

(رَأَى رجل مع أَبي محبرة، فقال له: يا أَبا عبد الله، أَنت قد بلغت هذا المبلغ، وأَنت إِمام المسلمين، فقال: " من المحبرة إلى المقبرة ")

ومع هذا العمل الصالح، كان حريصًا على توفر ركنه: " الِإخلاص " فيقول: " إِظهار المحبرة من الرياء ".

ولهذا نفع الله بعلمه، واشتهرت في العالمين ثقته وأَمانته وجلالة قدره- رحمه الله تعالى-.

وإلى بيان موجز عن رحلاته:

[١] كانت أَولى رحلاته في طلب الحديث إلى: الكوفة سنة وفاة شيخه هشيم سنة (١٨٣ هـ) .

وكان أَجل شيوخه فيها وكيع، وكانت صلته به على نحو صلة زفر بأَبي حنيفة، لكن هذا في تلقي الرأي، وأَحمد في تلقي السنة.

وكان في رحلته هذه في حال شظف في العيش؛ إذ كان يتوسد اللبن من قلة ذات اليد، وقد حُمَّ فرجع إلى أمِّه في بغداد.

[٢] ثم رحل إلى ما هو أبعد منها عن بغداد: " البصرة " دار آبائه وأَجداده من بني شيبان، دخلها أَول ما دخلها في أَول شهر رجب سنة (١٨٦ هـ) ، ثم سنة (١٩٠ هـ) ، ثم (١٩٤ هـ) ، ثم سنة