وهو زين الدين أَبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب ابن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، المولود سنة (٧٤٦ هـ) ببغداد، والمتوفى في شهر رجب سنة (٧٩٥ هـ) بدمشق.
عُرِفَ بالعلم من هذه الأسرة:" رجب " حضر درسه حفيده عبد الرحمن ببغداد وهو دون السابعة من عمره.
وكان والده أَحمد من العلماء، وهو الذي رحل بأَولاده من بغداد إلى الشام سنة (٧٤٤ هـ) ، وفي هذه السنة مات أَحمد ودُفِنَ بدمشق فانظر إلى هذا الحبر الحفيد:" عبد الرحمن " كيف كان إِمامًا يَعْدِل القبيل، والجَم الغفير - رحمة الله على الجميع.
وكان من خبره- رحمه الله تعالى- أنه كان يُفتي باختيارات ابن تيمية فنقم عليه معاصروه، فرجع عنها، فنقم عليه التيميون، فَهَجَرَ هؤلاء وهؤلاء، وترك الِإفتاء.
وكان من خبره: انصرافه عن الدنيا، وانقطاعه للعلم والعبادة، منجمعًا عن الناس، وقد روى عنه شهاب الدين ابن زيد:" أن زوجته مَرَّةً دخلت الحَمَّام، وَتَزَيَّنَت ثم جاءته، فلم يلتفت إليها، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلا من يتركه مثل الكلب، وقامت وخَلَّته انتهى من " الجوهر المنضَّد ".