والمشافهة، لا على الوجادة والإجازة، يوضح ذلك قول الخطيب البغدادي في " تاريخه ": (٥/ ١١٣) عن أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال وتلميذه، قال:" قد رسم في كتابه ومصنفاته إذا حدث عن شيوخه يقول: أخبرنا، أخبرنا، فقيل له: إنهم قد حكوا أنك لم تسمعها وإنما هي إجازة، قال: سبحان الله، قولوا في كتبنا كلها: حدثنا " انتهى.
فيكون مذهب الخلال: التسوية بين: " حدثنا وأخبرنا " على السماع والتلقي، وهو مذهب جماعة من المحدثين كما بينه علماء الاصطلاح، وأفرده الطحاوي والمنذري في رسالة مستقلة وهما مطبوعتان- والحمد لله-.
ومع ما فاته من علم هذا الإمام، فقد أصبح هذا الجامع العظيم أصلا في المذهب، ينهل منه الماتنون، ويفزع إليه المثبتون للروايتين فأكثر مع عمل الجمع والتوجيه والتأليف بين الروايات.
قال ابن الجوزي في:" المنتظم: " ٦/ ١٧٤ ": " كل من تبع هذا المذهب يأخذ من كتبه " انتهى.
أقول: ولذا يصح أن نسميه: " ابن حنبل الصغير ".
ومن ثم أخذ الأصحاب عن هذا الكتاب الجامع، واشتغلوا في تأليف المختصرات، وتحرير الروايات، وإقامة المتون، ونشر الشروح على مر العصور.